قال المصنف رحمه الله: "ومنه: أن الملائكة لهم عقول وليست لهم شهوات، والأنبياء لهم عقول وشهوات، فلما نهوا أنفسهم عن الهوى، ومنعوها عما تميل إليه الطباع، كانوا بذلك أفضل". أي: أن من اتقى الله وأطاعه، مع أن داعي المعصية قائم فيه، فهو أفضل ممن اتقى وأطاع واستقام وليس هناك داع يدعوه إلى ذلك، فمثلاً: رجل عنين أو مريض لا شهوة له في النساء مطلقاً، ورجل آخر عنده الشهوة متوقدة، ومع ذلك كلاهما أطاع الله واتقاه ولم يعصه، فالذي وجد فيه داعي المعصية والشهوة ومع ذلك لم يعص الله أفضل من ذاك، إذ أن الآخر ربما لو أعطي الشهوة فقد يقع في المعصية، وذلك وارد، فيكون الأقدر أفضل. وكذلك الأنبياء لما نهوا أنفسهم عن الهوى، ومنعوها عما تميل إليه الطباع؛ كانوا بذلك أفضل.